responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الوسيط المؤلف : الزحيلي، وهبة    الجزء : 1  صفحة : 510
بحسب أهوائهم، من وأد البنات، وشرب الخمور، وظلم الأيتام والنساء، وارتكاب الفواحش والمنكرات، وشنّ الحروب لأتفه الأسباب، وإثارة العداوة والبغضاء.
وهذا إنكار صريح وتنديد بالتقليد الأعمى والتّعصب الموروث من غير وعي ولا إدراك، وكأنهم يقولون بعد هذا التوبيخ: نعم لو كان آباؤنا كذلك، كما قال الله تعالى في آية أخرى: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170) [البقرة: 2/ 170] .
أداء الواجب بالكلمة الطيبة
الإسلام دين الحق والصراحة في القول والعمل، وهو يريد الخير والسعادة للناس جميعا، فلا يكتفي من أتباعه الانطواء على النفس وإيثار العزلة، وإبقاء الآخرين يترددون في متاهات الخطأ والضّلال، وزيغ العقيدة والانحراف في الفكر والخلق والسلوك.
ولكن بعد محاولة التصحيح والتنبيه إلى الأخطاء الواقعة من الآخرين يظل المؤمن محتفظا بقيمه وعقيدته وأخلاقه، ولا يتشكك في شيء منها، ويلتزم شرعه بما فيه من أمر بالجهاد وقول بمعروف، ولا يضره ضلال غيره إذا اهتدى لأن كل إنسان مسئول عن نفسه، ولا يحتمل امرؤ تبعة أعمال امرئ آخر، فذلك هو العدل لأن المؤاخذة على فعل الآخرين جور وظلم.
قال الله تعالى:
[سورة المائدة (5) : آية 105]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)
«1» [المائدة: 5/ 105] .

(1) الزموها وتجنّبوا المعاصي.
اسم الکتاب : التفسير الوسيط المؤلف : الزحيلي، وهبة    الجزء : 1  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست